انحياز بعض الحركات المسلحة في "الفاشر" للجيش السوداني.. هل يوسع من رقعة الحرب بالبلاد

انحازت الحركات المسلحة في مدينة الفاشر السودانية آخر عاصمة إقليمية داخل دارفور لم تقع تحت سيطرة الدعم السريع إلى جانب الجيش السوداني، مما ينذر باتساع رقعة الحرب من جديد.

لا تزال الأحوال في إقليم دارفور من أعقد الأوضاع داخل الجغرافيا السودانية بعد أن اجتاحت قوات الدعم السريع أربعة ولايات من ولاياته الخمس وأصبحت حواضر تلك الولايات تحت سيطرة قوات الدعم، وبقي تحت سيطرة الجيش السوداني مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور مع القوات التابعة للفصائل المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا والتي وقفت موقف الحياد من الحرب الحالية، إلا أن تلك الحركات في الفترة الأخيرة أعلنت انحيازها للجيش السوداني، مما يثير التساؤلات حول امتداد الحرب لمناطق جديدة ودور تلك الفصال في خريطة المعارك المستعرة.

لا يتوفر وصف.

كشف خليل حسن الضو، المتحدث باسم المقاومة الشعبية المسلحة في السودان، أن الحركات المسلحة الآن قادتها مسؤولين في الدولة، مثل الحركة الشعبية رئيسها مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة وكذلك حركة العدل والمساواة رئيسها وزير المالية في السودان، وحركة مناوي رئيسها أركو مني مناوي أصبح حاكم إقليم دارفور فالحركات المسلحة أصبحت حاكمة الآن وبات دورها المنوط بها هو حماية كل السودان طالما أصبح قادتها جزء من الحكومة السودانية.

وأكد الضو في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الحركات المسلحة الآن متواجدة في ولاية شمال دارفور وتسيطر على الولاية ولم تدخلها هذه المليشيا حتى الآن، كما يتواجد في ولاية شمال دارفور الفرقة السادسة مشاة، ولذلك عاصمة الولاية الفاشر متواجد فيها القوات المسلحة السودانية وتساندها الحركات المسلحة...

لا يتوفر وصف.

كما أوضح الطيب محمد جادة، الكاتب والإعلامي السوداني من إقليم دارفور، أن الحركات المسلحة في مدينة الفاشر انحازت إلى القوات المسلحة بعد أن تأكدت من مشروع الدعم السريع هو تغيير تركيبة السكان الأصليين واحتلال الدولة السودانية وتوطين العرب القادمون تشاد والنيجر ومالي وأفريقيا الوسطى، حيث يريد الدعم السريع قيام دولة "العطاوة"، وتعني كلمة العطاوة هي بطون العرب.

وأكد جادة في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الثأر القديم بين الحركات المسلحة وبين الدعم السريع دفعها إلى الانحياز للجيش السوداني، مشيراً إلى أن الحركات المسلحة تدرك بأن انتصار الدعم السريع قد تكون نهايتها في السودان.

وأضاف الكاتب والإعلامي السوداني من إقليم دارفور، أنه قد يتكرر ما حدث لقبيلة للمساليت في حواضن الحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني حالياً، من إبادة جماعية وتهجير قسري.

وتطرق جادة إلى قيام الحركات بفتح معسكرات في ولايات مثل القضارف وعطبرة، مبيناً أنه بعد أن أيقنت أن الدعم السريع حربه ضد الشعب السوداني والدولة السودانية قامت بعض الحركات المسلحة بفتح معسكرات تدريب في شرق السودان لمساندة الجيش في حربه ضد الميليشيات.

وأردف الكاتب والإعلامي السوداني من إقليم دارفور، أن انحياز الحركات المسلحة إلى الجيش قد يؤثر على إقليم دارفور كثيرا، لأن الحركات لا تستطيع حماية جميع القرى في دارفور، حيث ينتقم الجنجويد بحرق القرى وقتل الأبرياء في كل معركة يخسرونها.

لا يتوفر وصف.

بينما بيّن شهاب إبراهيم، المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، أن انحياز حركات الفاشر للقوات المسلحة السودانية لا يزال غير كامل، وأن هناك حركات لم تتخلى عن موقفها من الحياد.

وأكد إبراهيم في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه لا يزال هناك رؤساء لفصائل موقعة على اتفاق جوبا مثل الطاهر حجر والهادي إدريس ولها قوات في مدينة الفاشر، ومتواجدين في مبادرة تقدم التي يرأسها رئيس الوزراء السوداني السابق حمدوك.